بريكس تفتح أبوابها للقاهرة

29 Aug 2017

“بريكس” تفتح أبوابها للقاهرة .. !!

———————————-

قامت دولة الصين عن طريق وزير خارجيتها “وانج يى” ، بتوجيه الدعوة للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لحضور اجتماع قادة قمة “بريكس” المقررة فى مدينة شيامن الصينية فى شهر سبتمبر المقبل .. وتسعى قمة الـ”بريكس” اللى قربت تبدأ العقد الثانى من عمرها ، واللى بــ يحمل عنوان “بريكس: شراكة أقوى لمستقبل أفضل” … لبناء منصة أوسع للتعاون المفتوح وخلق وضع جديد للتنمية المشتركة بين أسواق الدول الناشئة والنامية لهذه القمة المهمة ، وخصوصاً إنه فى اهتمام كبير بالعلاقات الصينية – المصرية.

طب قبل ما نتكلم عن أهمية الدعوة دى ، لازم نتكلم الأول ونشرح إييه هى مجموعة البريكس .. والحقيقة .. إن الاتفاقيه دي بقي حدوته 😊…. لإننا زى ما قولنا قبل كدة فى مقالنا اللى نشرناه فى سنة 2014 واللى اللينك بتاعه هــ تلاقوه فى أخر المقال ده .. إن الإتفاقية دى صحيح هى اتفاقيات اقتصادية لكن لازم يكون فيه اتفاقيات تحت الترابيزة عسكرية و امنية و سياسية لحماية التحالف الاقتصادي ده و مصالحه و اكيد احنا عارفين هــ يكون موجه ضد مين … وخصوصاً إننا لو بصينا للخريطة هــ نلاقى إن التوزيع الجغرافي للدول دوول يبان على الخريطه كانه حزام يبدأ من اقصي الشرق الى اقص الغرب مروراً بــ أسيا و افريقيا و قارة امريكا .. و ده اللى قولناه بالضبط فى مقالنا القديم فى 2014

مجموعة “بريكس” هي مجموعة بالأساس إقتصادية سياسية .. وإسمها هو مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتتينية “BRICS” المكونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي فى العالم وقت التأسيس .. وهي البرازيل وروسيا والهند والصين تحت إسم “بريك” أولا .. وبعدين انضمت جنوب إفريقيا إلى المنظمة عام 2010 علشان يصبح اسمها “بريكس” .. وعُقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة في ييكاتيرينبرغ ،روسيا في 2009 حيث تضمّنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية .. واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية بما فيها التعاون في المجال المالي وحل المسألة الغذائية.

علشان نفهم أهمية المجموعة دى ، يبقى لازم نعرف شوية أرقام بسيطة كدة .. علشان نفهم النظام العالمى الجديد رايح لفين .. وإزاى بــ يعمل تكتلات علشان يتحرر من الهيمنة الإقتصادية الغربية واحدة واحدة .. وبهدوء شديد بدون أى إجراء عنيف علشان يتفادى أى رد فعل اعنف ممكن يكون بنفس نظرية شمشون عليا وعلى اعدائى .. وخصوصاً إننا لو بصينا شوية كدة .ز هــ نلاقى إن الدول المؤسسة للبريكس تشكل حوالى ربع مساحة اليابسة فى العالم ، وعدد سكانها يصل إلى حوالى 3.2 مليار نسمة (ده التعداد الرسمى 😉 ) .. واللى بيمثل تقريباً 42 % من تعداد سكان الأرض .. يعنى تعداد بشرى مهول .. وطاقة إنتاجية وكمان إستهلاكية جبارة .. وبرغم إن اقتصادات الدول دى مجتمعة يتخطى حاجز الــ 18 تريليون دولار وبيمثل حوالى 23% من إجمالى الناتج العالمى .. لكن إحصاءات صندوق النقد الدولى كشفت إن نسبة إسهامات دول بريكس فى نمو الاقتصاد العالمى تجاوزت الــ 50% .. !! .. وبالذات بعد ما شكلت القمة فى 2014 بنك جديد للتنمية، وصندوق لاحتياطات الطوارئ برأس مال مبدئى 100 مليار دولار وقتها .. وكان الهدف من كدة هو إنشاء كيان اقتصادي “مضاد” للكيانات الاقتصادية الغربية المتمثلة فى “صندوق النقد الدولي” و”البنك الدولي”، وتضم نظاماً ائتمانياً بنكياً عالمياً جديداً يقضي على سياسة “القطب الواحد” اللي بــ تقودها الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على مقدرات العالم واستغلاله اقتصادياً .. و تم الاتفاق على أن تكون مدينة شنغهاى الصينية مقرا رئيسيا لصندوق التنمية واحتياطات الطوارئ ..

القمة القادمة اللى سيتم عقدها فى سبتمبر القادم فى دولة الصين هــ تضم 14 دولة ، من بينها الـ 5 الدائمين وكمان 5 دول أخرى على رأسهم مصر .. و هــ تكون مصر هى ضيف شرف القمة .. وتم منح مصر شرف إلقاء كلمة بمناسبة إن الرئيس هو أول رئيس مصرى يحضر القمة دى .. وطبعاً مش محتاجين نقول إن سبب دعوة مصر للقمة دى هو إن مصر بتقع ، و إقتصادها بــ ينهار ، و هــ تفلّس كمان 5 أيام وربع 😏 … (معلش بس القافية حكمت) 😊

المهم إن السبب الرئيسى لدعوة مصر لحضور القمة دى غير إن مصر دولة محورية ولها ثقل إقليمى سياسى وعسكرى وتملك من الأدوات الكثير واللى بيعتبر إضافة وقوة للمجموعة .. هو كل المؤشرات الإيجابية اللى بيقولها الإقتصاد المصرى ، والصادرة عن معظم المؤسسات الإقتصادية الدولية .. مع توقعات بنمو مضطرد يصل بمصر فى سنة 2030 إنها تكون من أقوى 20 إقتصاد على مستوى العالم .. وفى رأى أكثر المتشائمين إنها هــ تكون ضمن أقوى 23 إقتصاد على مستوى العالم …. (سامعك ياللى هناك وإنت بتقول “يحيينا ربنا” .. ماهو اصل مافيش حاجة بتيجى مرة واحدة حضرتك !! .. ومجموعة زى مجموعة بريكس دى لو ماكانتش شايفة مصر دولة مستقبلها الإقتصادى واعد .. وإن وجودها فيه مصلحة للمجموعة ماكانش تم التفكير فى مجرد توجيه الدعوة ليها) ..

مصر عندها تحديات إقتصادية صعبة ولسة بتواجه صعوبات فى مجال الإصلاح الإقتصادى .. وخصوصاً مع الحرب الشرسة اللى بتخوضها مصر ضد الإرهاب الداخلى والخارجى ، وضد خفافيش الظلام .. بس كمان لازم نبقى فاهمين إن دعوة مصر لحضور قمة البريكس ما كانتش من فراغ .. لكن كانت نتاج سياسات الإصلاح الإقتصادى الجادة اللى إتبعتها مصر .. ودخول مصر بقوة على خريطة الدول الأهم على مستوى العالم من حيث جذب الإستثمار ، وبالإضافة للإكتشافات الغازية والبترولية الهائلة سواء اللى تم إكتشافها ، أو المتوقع أن يتم الكشف عنها قريب … وخليكوا فاكرين إن الموضوع له جذور .. وهو إن روسيا أعلنت سنة 2014 إنها هــ تدعم مصر علشان تدخل كعضو مراقب فى مجموعة البريكس .. والصين اعلنت فى 2015 إن مصر ستصبح جزء رئيسى من خطة إعادة إحياء طريق الحرير الصينى … و ده لازم ياخدنا تانى ويرجعنا لــ قمّة العشرين (G-20) ، و اللى عقدت فى الصين فى سبتمبر 2016 بحضور أكبر اقتصاديات العالم .. وتم توجيه الدعوة برضوا لمصر للحضور لتكون ضيف شرف قمة العشرين واللى تم عقدها برضوا فى الصين .. 😊 .. والنهاردة مصر تم دعوتها لحضور قمة مجموعة البريكس .. فــ هل ده هــ يكون بوابة الدخول لمصر للإنضمام للمجموعة الإقتصادية والسياسية القوية دى بشكل رسمى وفاعل ، زى ما حصل مع جنوب أفريقيا !؟ .. وهل ده هــ يبقى مقدمة لتغيرات دراماتيكية قوية ستحدث على الساحة العالمية فى خلال الـ 5 سنوات القادمة !؟ .. أدينا بنتفرج ونشوف !! ..

وإفتكرو لما قمنا بتدشين موقعنا الإليكترونى الأرشيفى لمقلات صفحتكم .. إننا قولنا إنكم تسلوا نفسكم و تحاولوا تراجعوا المقالات القديمة لأننا هــ نحتاجها كتير أوى فيما هو قادم من ايام وشهور وربما سنين .. يمكن لأننا كنا شايفين الصورة واضحة من 3 سنين ، زى ما إنتم شيفينها دلوقتى بالضبط .. وعلشان كدة ياريت تراجعوا المقالات دى

مصر بخير .. وللمرة المليون .. مصر على الطريق الصحيح .. وإوعى حد يضحك عليك أو يقنعك إن مصر بتنهار، و هــ تفلس ، والإقتصاد خربان .. وشوف الأسعار عاملة إزاى .. وشوف سعر الدولار بقى كام .. لأن اللى هم بيقولوه ده هو العَرَضَ وليس المرض .. وكان طبيعى يحصل بسبب كل اللى البلد مرت بيه ، وهتبدأ مع الوقت الحاجات دى تأثيرها يقل .. لأن كل اللى هم بيقوله ده تمنياتهم للى نفسهم يحصل وليست الحقائق .. 

ثقوا فى الله ثم فى الدولة اللى إسمها مرادف دايماً للنصر .. “مـــصـــر”

والقادم أفضل بإذن الله

لمتابعة تعليقاتكم