محاولة هدم الدولة المصرية باستهداف قوتها الناعمة – الجزء الثالث

21 Nov 2018

محاولة هدم الدولة المصرية باستهداف قوتها الناعمة – الجزء الثالث
——————————————————————-

أعزاؤنا أصدقاء صفحة كلام في الصميم ……. اتكلمنا في الجزئين السابقين على احد اهم عناصر القوة الشاملة للدولة المصرية و هي القوة الناعمة الحضارية للدولة المصرية …. و عن تأثيرها الرهيب على شعوب محيطنا في مجال امننا الحيوي ….. و بدأنا نفند و نفكك الصورة شوية شوية عشان نقدر نفهم ازاي بــ يتم ضرب الهوية و الشخصية المصرية لتفتيت المجتمع و كسره قبل الاجهاز عليه تماماً …. و بدأنا التأصيل للادوات المستخدمة و زرع من يقومون بها …. و بدأنا في الجزء الاول بتعريف يعني ايه القوة الشاملة و انواعها … و يعني اييه القوة الناعمة و كيفية ضربها …. و ألحقناها بالجزء الثاني اللى تكلمنا فيه عن اختراق المجتمع ايدولوجيا بانشاء يمين ديني متطرف باستخدام الدين و دعاة الفتنة و الدم و الاستحواذ على الخطاب الديني لهدم الدولة المصرية.

محاولة هدم الدولة المصرية باستهداف قوتها الناعمة – الجزء الاول
محاولة هدم الدولة المصرية باستهداف قوتها الناعمة – الجزء الثاني

و زي ما وضحنا ان الخواجة كان يهدف الى التحكم في اجندة النقاش الوطني للمجتمع و يوجهه زي ما هو عايز … و لإختلاف الأمزجة بين الناس ….. فكان لازم ينتج منتجين لكل الاذواق زي بالظبط مصنع الشيبسي ….. اللى بيحب شيبسي بطعم الجبنة موجود … و اللى بيحب الشيبسي بطعم الخل موجود … المهم … ان الاتنين شيبسي و المصنع واحد….. و كل الطرق ستؤدي الى مبتغاه و الى هدفه و هو تدمير المجتمع من الداخل …. بإنشاء نخبة مجتمعية مخترقة فاسدة لا علاقة لها بالاجندة الوطنية للمجتمع المصري …. فـ زى ما انشأ يمين ديني متطرف … كان لازم يكمل خطتة بـ اختراق المجتمع ايدولوجيا بإنشاء يسار سياسي ليبرالي متطرف لا يقل خطورة عن شيوخ الدم و الفتنة …. و لازم يبانوا انهم متنافسين و بيكفروا بعض و مش طايقين بعض … لكن وقت الجد و ده اللى شفناه بعنينا …. كانوا بيخدموا على بعض و كل واحد فيهم بيقول على التاني انه فصيل وطني و اخوة ميدان و يجيب حق التاني … و تلاقي شباب اليسار كانوا كوادر و ابناء اليمين الديني المتطرف و العكس صحيح ….. و كل اللى بيعملوه على الارض دائما و ابدا نتائجه بتصب في اتجاه واحد …. تخريب الدولة و المجتمع.

لكن قبل ما نتكلم … لازم نوضح حاجه مهمة جداً جداً … ان مقالاتنا مركزة على تأصيل فكر نخبة مجتمعية

و لو بدأنا كلامنا بلمحة تاريخية في العصر الحديث … هــ نلاقي ان تكوين نخبة وطنية حقيقية تقود المجتمع و تأخذ بمسؤوليتها عن تحديد اجندة النقاش الوطني و توعية عامة الشاعب ، كان لا يعتمد على وجود دولة داعمة لها … فـ بالرغم من ضعف الاقتصاد المصري لانها كانت دولة محتلة ..، و بالرغم من انتشار الجهل و الامية وسط جموع الشعب اللى كانت نسبة الامية فيه تتعدي الـ 95% … و بالرغم من اتباع الاحتلال لسياسة افقار الشعوب و اضعاف اقتصاد الدول التي تحتلها و اللى أدي الى انتشار القهر و الظلم و الفقر المدقع بين عموم المصريين لدرجة إن نسبة الحفاه فى المجتمع كانت تتعدي الـ 85% … و بالرغم من محاربة الاحتلال و السلطات الموجودة لنشر العلم و محاربتهم لاي سبيل لتكوين نخبة وطنية مصرية فاعلة في المجتمع … الا ان ده مامنعش من وجود نخب وطنية حقيقية مصرية على مدار السنين …. و اللى كانت بــ تنقل ثقافة الهوية المصرية لعموم الشعب و تحافظ على ملامح الشخصية المصرية … و اللى كان نتيجته ان افراد المجتمع العاديين بالرغم من الجهل و الفقر … الا انهم كانوا ناضجين فكرياً … فـ كانوا يتذوقون الفن المحترم و عندهم مناعة و حصانة وطنية في منتهي الصلابة ضد كل ألاعيب الاستعمار لشق الصف الوطني بــ لعبه على وتر الفتنة الطائفية او لفظه اي محاولات لفرض شخصيات غير وطنية مخترقة فكرياً عليهم…. فـ مثلا في إنتخابات مجلس النواب المصري …. كان المواطن العادي ناضج كفاية في انه لا يجد اي مشكله انه ينتخب مواطن مصري مسيحي بدلا من خريج أزهر لو رأى فيه انه افضل للمشروع الوطني المصري في هذه المرحلة.

و في فترة الخمسينات و الستينات …. و مع انتقال الحكم في مصر الى نظام حكم مصري لأول مرة بعد فترة تقارب الـ 2000 عام …. و مع التقارب المصري مع الاتحاد السوفيتي …. رفضت مصر رفضاً قاطعاً الانصهار في الايدولوجية السوفيتية الاشتراكية الشيوعية … و أكتفت بإنتهاج السياسة الاشتراكية بما يتوافق مع الشخصية المصرية … فــ كان رد فعل الاتحاد السوفيتي انه حاول اختراق النخب الوطنية في هذا الوقت من قبل السوفيت لنشر ايدولوجيته … فـ بدأو باستغلال اتفاقيات التبادل الثقافي و العلمي و الاقتصادي و العسكري بين البلدين في هذا الوقت … في فرز و استقطاب بعض الاشخاص ليتبنوا الفكر الشيوعي داخل البلاد و يكونوا ذراعهم الطولي داخل المجتمع …. فأغدقوا عليهم بالسفريات و البعثات … و كان رد الدولة المصرية انها كانت تحارب نشر افكارهم و تواجههم امنياً و فكرياً في المجتمع بشراسة و كانوا ضيفا دائما على المعتقلات…. المهم … إنه فى الوقت ده انتشر الفكر الاشتراكي و الفكر الشيوعي بجانب فكر الجماعات الدينية اللى كلهم كانوا بــ يتفقوا على مواجهة الفكر الرأسمالي الامبريالي الغربي… و بدأ يظهر مفكرين و نخب لكل فصيل كان كل تركيزها انها تدافع و تنشر فكرها وسط جموع الناس و تتعصب لرأيها و تكابر فيه …. بغض النظر عن هل هذا الفكر مفيد و مناسب للمجتمع ام لا .

و بغض النظر عن رأينا في الافكار نفسها لان كل واحد حر في رأيه …. لكن النقطة المهمة جداً جداً اللى عايزين نركز عليها … ان هذه الافكار و الايدولوجيات كانت كلها افكار خارجية غريبة عن المجتمع و لا تمت له بــ صله …. و كان بيتم نشرها بطريقة سريعة جداً باستخدام سلاح لم يكن متداولاً من قبل … و هو اللعب على وتر البسطاء من الناس …. فكان كل الاحاديث و الكتب و الخطابات و المقالات و المنشورات … تتمحور كلها حول استرجاع حقوق الغلابة و الفلاحين و العمال و الطبقات الكادحة و العدالة الاجتماعية باستخدام خطاب شعبوى و كلمات و شعارات رنانة ….. لكن بدون خطط عمل حقيقية قابلة للتنفيذ على ارض الواقع …. و كانوا بــ يستفيضوا في شرح قد اييه شكل الجنة اللى هــ يعيش فيها بسطاء الشعب لو اقتنعوا بهذا الفكر … ناس تلم فلوس الناس كلها … و نعيد توزيعها على باقي الناس … و انت حتاخد حقك من اصحاب المال و الاغنياء سواء اشتغلت او لأ …. و ده اللى اثبت فشله تماما لاحقا و أنشأ طبقات اجتماعية عديدة خاملة غير منتجة … و حتي الدول اللى كانت بتصدر الايدولوجيا دي … تخلت عنها تماما. 🙂

و مع السبعينات و الثمانينات و التسعينات …. و تدريجيا مع ضعف ثم سقوط الاتحاد السوفيتي دولةً و ايدولوجيا …. و مع توقف السفريات و البعثات و الاهتمام و الرعاية و الدعم من الاتحاد السوفيتي لهؤلاء النخب ….. تلقف الغرب الكثيرين منهم …. و بدأ هو من يرعاهم و يدعمهم و يستغل خبراتهم و قدرتهم الفائقة في اجتذاب الناس حولهم بخطاباتهم الحنجورية و شعاراتهم الرنانة …. و بالمعني الحرفي للكلمة … هبلهم و جننهم بقوة راس ماله و امكانياته الهاااائلة سواء المالية او السياسية او الاعلامية …. و هم مالاقوش اي مشكلة خااالص … فبدلا من نشر الاشتراكية تبقي نشر الديمقراطية … و بدلا من نشر فكر الاشتراكية و العدالة للجميع … يبقي نشر قيم حقوق الانسان …. و كله بنفس النغمة الرائجة …. حقوق الفلاحين و العمال و الطبقات الكادحة … لكن بالفكر الغربي الكيوت الجميل…. فهم ينادون بشعارات اشتراكية و في نفس ذات الوقت عايشين عيشه اغنياء الدول الراسمالية و بتمويل من الدولة الراسمالية الامبريالية ….. و دول اصبحوا القادة لهذا الفصيل.

و لان التروس ماينفعش تركب على بعض …. يعني ماينفعش نقول حقوق العمال و الفلاحين و الطبقات الكادحة اللى هى شعارات اشتراكية … و في نفس الوقت نكون رأسماليين …. يبقي الخطاب بالاتفاق لازم يكون كله شتيمة لامريكا و الغرب المفتري ذو الرأسمالية المتوحشة …. لكن كل السفريات لأخذ الدورات الى الغرب و على حساب نفس ذات نفس الغرب الرأسمالي …. و الجنسيات المذدوجة بتكون لدول غربية رأسمالية …. و العمل الحقيقي لهم انهم عرّابين للثقافة الغربية و الحط و الاحتقار من قدر الثقافة المصرية … و التعليمات و الخطط و كل ما ينادون به ، بــ يكون نتيجته حسب ما تعمل له الاجندة الغربية … و توجه النخبة دي دائما و ابداً الى تعطيل العمل في اي مجال …. معارضة للمعارضة …. التنظير و المجادلة السوفسطائية و مصمصة الشفايف .. و لكن بدون اي خطط عملية بديلة قابلة للتطبيق على الارض .

و عشان يتم استكمال الفريق و تحقيق انتشارة على الارض … تم استكماله بالعشرات من النكرات و الأفاقين و الجهلاء و المرضي النفسيين بمركبات النقص و مهووسي الشهرة و الميكروفون …. اللى قاموا بانشاء إما احزاب كرتونية لا وجود لها على ارض الواقع … او الاستيلاء و الاستحواذ على كيانات سياسية قديمة موجوده على الارض و تفريغها من محتواها….. و ايضا إنشاء كيانات و حركات او إئتلافات وهمية … المهم يكون اسمه “مجعلص” يوحي بالاهمية و بوجود جحافل من الشعب المنتمين اليه بالرغم من ان المنضمين اليه مايكملوش عدد ميكروباص واحد. 🙂

الناس دي مهمتها انها تاكل الوطنيين الحقيقيين بمختلف انتمائاتهم … فاليساريين و الاشتراكيين و الوفديين و غيرها من الكيانات … اي حد فيها له فكر وطني حقيقي لازم يتّاكل و يُغتال معنوياً و يقعد في البيت ، و يتم التعتيم عليه ، عشان جيش المهرجين دول ياخدوا مكانهم و يتكلموا باسمهم … او بمعنى أخر باللغة التجارية الدارجة … يسرقوا منهم شهرة المحل.

نيجي بقي للمنهج اللى اشتغلوا بيه … انه لازم يتم تفريغ اجندة النقاش الوطني من محتواها تماماً … و ان تصبح فارغة و لا قيمة لها … و ان يظل الشعب المصري يدور في حلقات مفرغة لا نهاية لها بمبدأ “دوخيني يا لمونة” …. و عشان ده يتم فكان لازم يتم التركيز على افراغ المجتمع المصري من هويته المتفرد بيها في المنطقة و هي انه شعب مش قبيلة … يعني اييه ؟؟؟؟ … شوف يا سيدي …. في القرآن الكريم الآيه 13 من سورة الحجرات بتقول :-
بسم الله الرحمن الرحيم ….. “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” …. صدق الله العظيم

يعني ربنا لما خلق الناس … صنفهم الى صنفين …. شعوب …. و قبائل …. و لو بصيت على كل دول المنطقه اللى حواليك حتلاقيهم قبائل مش شعب…. سنة و شيعة … سنة و موارنة و شيعة و دروز …. تركمان و اكراد و عرب …. شمال و جنوب …. عرب و امازيغ …. قبايل و أسر …. إلا مصر ….. فهي الدولة الوحيدة اللى شعب …. شعب متوحد طوال آلاف السنين له حضارته و ثقافته و خبراته المتراكمة … فــ عمرك ما تلاقي خلاف او كان هناك حروب بين نسيج الشعب المصري…. مسلم مسيحي فلاح صعيدي سواحلي حضري بدوى نوبي …. الكل نسيج واحد وشعب واحد ولائه التام لدولته و ليس لتصنيفه…

و مع ان الموضوع ده ليه جزء خاص بيه لوحده هــ نتكلم فيه في المقال القادم …. الا انهم بدأوا بنشره سياسياً بــ تفريغ فترات الكفاح الوطنية من مضمونها … و تلاقيهم مركزين في الموضوع ده … بعمل جدال سياسي عقيم و فرض نقاش ملهوش اي تلاتين لازمة على المجتمع بقاله عشرات السنين ….. و انشاء ايدولوجيات وهمية … ده ملكي و ده ناصري و ده ساداتي و ده مباركي و دلوقتي سيساوي … و هكذا …. في حلقة مفرغة.

و كل حزب وهمي من دول لازم يكره الاخرين و يشتمهم و يصب جام غضبه عليهم … و ينظَر و يزايد على وطنيتهم … و يطلع سنسفيل اللى جابوهم …. و اي نقاش وطني في اي مجال … لازم يتم تفريغه من موضوعه و سحبه الى هذه المنطقة من الترهيب الفكرى ، و اللى دايما بتنتهي الى فراغ كبيييير ….. و اي حد عشان يتم قبوله في نادي النخبة الوطنية المزعومة دي … لازم يعمل كده … و اللى يقول انا مصري فقط و يبدأ يتكلم للصالح العام بموضوعية … بــ يتّاكل و يتجمعوا عليه و يغتالوه معنوياً و فكرياً … لكن لو عرف ان الله حق و انضم لاي فصيل منهم … يتم قبوله و تسليط الاضواء عليه….. و ده ظهر جلياً في موضة برامج التوك شو اللى ظهرت من اول 2005 …. و حتي فترة قريبة … كان يجيب خبراء من النخبة السياسية …. يقعدوا يتناقشوا و يملوا دماغك صداع من الكلام الكتير او السفسطة الفارغة او التنظير و القاء الاتهامات … لكن في الاخر بعد الحلقة … تسأل نفسك انت استفدت اييه !!؟ …. و الاجابة طبعا صفر .. ما إستفادتش حاجة …. طب اييه الحلول العملية القابلة للتطبيق على الارض !؟ … مافيش 🙂 ….. طب اييه اللى وصلنا له !؟ …. ان الدولة المصرية شياطين و انهم ملايكة مجنحة و مظلومين…. و لازم نهد الدولة و نجيب عاليها واطيها عشان تتعدل !!! …. طب حد كلم الناس عن المشاكل الحقيقية !؟ … لأ …. طب حد حث الناس على العمل و الانتاج !؟ … برضوا لأ… 🙂

و من ظواهر االكوميديا السوداء للشيزوفرينيا السياسية اللى عايشين فيها …. تلاقي اللى بيقول على نفسه ناصري هو بنفسه معارض لحكم شخصيات كان ليها خلفيات عسكرية انها تحكم و بيحاسب الدولة على بطئها في توسيع اسثمار القطاع الخاص … و الساداتي و المباركي بــ يهد الدنيا على بيع القطاع العام و الغاء الدعم …. و تلاقي خليط مما سبق بــ يتباكي على الجنة اللى كان عايش فيها المواطن المصري البسيط في العصر الملكي …. يعني كل حاجه و عكسها ….. شيزوفرينيا بعيد عنك .

و الناس دي كان بــ يتم حمايتهم من الغرب بشكل كاااامل و تاااام …. و من منظماته المشبوهه زي مثلا “منظمة العفو الدولية” …. اللى اعلامنا المبجل بــ ينشروا عنها بيانتها و كأنها بيانات من مجلس الامن …. و اقنعوا الكثير من الشعب انها منظمة دولية لها وزنها …. و ماحدش بيقول الحقيقة انها مجرد منظمة اهلية زي الجمعيات الخيرية اللى بــ تتعمل عندنا في مصر مقرها شقة في لندن … يعني عنوانها لندن الدور التاني …. بــ يتم تمويلها من افراد عاديين اللى هم التنظيم الدولي للاخوان المسلمين …. و ان تقاريرها لا قيمة لها … و ان اي جريدة بــ تتطبع تحت بير السلم لها مصداقية عن تقاريرها المشبوهة و المسيسة اللى رائحة الضائن دائما و ابدا تفوح منها …. و اللى دايما بــ نلاقي منظمة الاخوان الارهابية تعتمد علي تقاريرها على مدار عشرات السنين بــ مبدأ تدوير النفايات “من دقنه و إفتل له”.

و هو نفس الكلام على منظمة” هيومن رايتس ووتش” … اللى هي منظمة اهلية تابعه للمجتمع المدني الامريكي … يعني منظمة غير رسمية و لا ليها اي تأثير قانوني ….و غيرها من المنظمات و الهيئات اللى عاملة زي البالونة المنفوخة على الفاضي …. ماهو مش معني ان واحد عمل شركة تحت بير السلم و سماها ” الاكاديمية الالمانية الفرنسية للقضاء على الفئران” … اننا نتعامل معها على انها اكاديمية دولية بالفعل و مسؤول عنها ميركل و ماكرون شخصيا… !! 🙂

و الميديا و الاعلام عندنا ينفخ فيهم و يحسس الناس انهم حاجة كبيرة و ان جحافل الملايين من الشعب بيمشوا وراهم … و يعمل مؤتمرات و لقائات خلف الميكروفونات …. عشان تذيع القنوات و الجرائد الاجنبية اللى مراسليها هم من نفس اعضاء الاحزاب و الجماعات المشبوهة دي …. فــ تنشر عنهم الجرائد العالمية المقالات مدفوعة الاجر من قطر و تركيا و جماعة الاخوان الارهابية اللى هم اصلا مالكين لراس مال الجرائد دي … عشان يحسسوك انهم حاجة كبيرة و ليهم تأثير رهيب ….. و عمرنا ما ننسي لما كان 3 او 4 شباب صايع و هم قاعدين على قهوة بيخمّسوا في سيجاره ملفوفة في التحرير و يفتح اللاب توب ينشر كلمتين بعنوان … “إئتلاف شباب الثوره المتحد يندد و يشجب” …. كنت تلاقي بعدها ال BBC و الجزيرة و القنوات العالمية ناشرة البيان و بيعملوا معاهم مقابلات …. و يحسسك ان كلمة إئتلاف دي واقف وراها 5 مليون في الشارع …. لكن في الحقيقة بتلاقيهم مختفيين في بيات شتوى و مش بيظهروا في الشوارع لان الشعب الحقيقي بيكرههم …. لكن بيظهروا بس كل اربع سنوات …. في موسم و مولد سيدي الانتخابات … خلف الميكروفونات فقط في خطب حنجورية عصماء ….. لان الوقت ده هو اللى بــ يعملوا فيه السبوبة اللى هــ يعيشوا عليها للأربع سنوات الجاية ……

نفس الوجوه دول هم اللى هيّجوا الناس في احداث يناير … و هم اللى كانوا ظهير سياسي و داعم لكل حركات التخريب اللى حصلت من اول حرق الاقسام لغاية حرق المجمع العلمي … و هم من وصفوا كل من شارك في التخريب بــ الابطال … و هم من لبسّونا في تنظيم ارهابي و أوصلوه للحكم …. و هم من يسمّون الارهابي صاحب قضية … و الوطني مطبلاتي …. و الجاسوس ناشط و اللى بــ يبلغ عنه امنجي …. و هم من صفقوا للحفاظ على ارواح الخاطفين و المخطوفين … و هم من يعارضون مواجهة الارهابيين و يطالبون بحقوق الارهابي … و هم من صدعونا باكذوبة الاختفاء القصري … و هم من يسارعون بتنظيم فاعليات على سلالم السفارات الاجنبية للتعاطف مع اي ضحية واحدة اجنبية … و نرى السكون المصحوب بابتسامه الشماتة في الالاف الشهداء المصريين ضحايا الارهاب اللى هم بيدعموه.

هم اللى مش بــ نشوفهم الا لما بــ يعملوا وقفات و فاعليات لمساندة ارهابي مقبوض عليه عشان يجيبوا حقوقه … او يقلبوا الدنيا لمساندة اي دولة غربية تتعرض لحادث ارهابي اتقتل فيه نفرين و يغيروا بروفايلاتهم بصور اعلام الدول دي و يولعوا الشموع على جدران سفاراتها … و في نفس الوقت تجد الشماتة و الفرحة لما يحدث اي حادث ارهابي في مصر …. هم اللى لم يدينوا المئات من الحوادث الارهابية اللى استشهد فيها الالاف من المصريين … و حتي لما يطلع منهم بيان … تلاقيه بيان ادانة للمجني عليه و تدعيم للجاني الارهابي .

اللى حاصل معانا بالفعل هو اكبر عملية نصب في التاريخ … أيوه نصب .. و نصب علني كمان …. لان من كان يطلق عليهم نخبة … اقنعوا الناس انهم كفاءات وطنية كانت الدولة كبتاهم و خايفة من كفائتهم … و قالوا بعظمة لسانهم في هوجة يناير لازم نسقط النظام و يمشي دلوقتي … و احنا محضرين كل حاجة … الدستور و البرلمان و القيادات و الكفاءات السياسية و الادارية المتخرجة من افضل الجامعات العالمية … و في الاخر اكتشفنا انهم مجموعة من المهرجين الفاشلين المخترقين اللى لبسونا في الحيط و دعموا تسليم البلد لتنظيم ارهابي.

الناس دول اشتغلوا على الارض على مدار سنين طويلة ، في اختطاف الوعي الجمعي للمجتمع … و اختطاف الشعب ذهنياً … إما عن طريق إدخاله في نقاشات وهمية و تفريغ اجندة النقاش الوطني من مضمونها … أو باقناع قطاع من الشعب انه يكره دولته و يدمرها بإيده ، بــ مباركة و تشجيع منهم…. و محاربة الدولة و رموزها و اي نجاح ممكن ياخد بأيد بسطاء الشعب المصري عشان يفضل فقير و محتاج عشان يفضلوا يتاجروا بيه و يفضل لهم وجود ….. و ابسط مثال على ذالك … و عشان مانطوّلش عليكم … حتلاقوا امثله كتيييير بالتفصيل كنا كتبنا عنها في مقالات مفصلة … ده مثال منها :-

في بئر الخيانة سقطوا … و للريموت كنترول سلموا انفسهم

و هــ تلاقوا الكثير من المقالات في قسم “النخبة المصرية” … و قسم “الهوية المصرية” على موقع الصفحة الارشيفية لكلام فى الصميم.

و عشان مانطولش عليكم أكثر من كدة …. الاجزاء القادمة هــ نتكلم عن الاعلام و نخبة المثقفين و الاقتصاديين … و اخيراً … هــ نتكلم ازاي نواجه ده ….. و هــ نرد على السؤال الاشهر فى التاريخ المعاصر … وهو “هي فين كانت الدولة و المخابرات و اجهزة الامن !!؟”.

تحياتنا ليكم

لمتابعة تعليقاتكم