إذا ضعفت النفس إستسلمت للخرافة

19 Aug 2016

إذا ضعفت النفس إستسلمت للخرافة

———————————-

عنوان المقال النهاردة هو مقولة للكاتبة أجاثة كريستى وردت على لسان أحد ابطال إحدى رواياتها الشهيرة … ولو رجعنا لعلم دراسة طبائع النفس البشرية ، هــ نلاقى إن الجملة دى صحيحة تماماً وبتنطبق علينا وعلى كل المحيط بينا .. مش على مستوى الأفراد فقط ، ولكن حتى على النطاق المجتمعى الأوسع .. لأنه فى النهاية .. المجتمع ما هو إلا مجموعة من الأفراد !!

 ولو إحنا ركزنا شوية ، هــ نلاقى إن الموضوع اصبح واضح بشكل كبير فى كل المجتمعات اللى حوالينا ، وفى المجتمع المصرى بشكل كبير ، نتيجة ما تم ، وما يتم ممارسته علينا من أكثر من 10 سنوات ، ولحد النهاردة من عملية تسميم للفكر ، وتفريغ للوعى الجمعى من كل ما يمت للعقل والمنطق بصلة ، وإستبدال كل ده بحالة من السخط والنقمة والعنف الفكرى واللفظى واللاموضوعية .. وناهينا عن إفتقادنا لأبسط أساليب الإستقصاء فى الحصول على المعلومة .. ويمكن السبب الرئيسى لكدة هو وجود مواقع التواصل الإجتماعى بما تقوم به من سرعة نشر المعلومة من مصادر مجهلة سواء كانت المصادر دى عبارة عن افراد أو مواقع مجهولة أو حتى مواقع إخبارية بتأخذ معلوماتها من مصادر مجهلة سواء بقصد أو بغير قصد … ونيجى إحنا للأسف الشديد ونقوم بدورنا فى نشر المعلومة بدون التريث أو حتى التأكد من صحتها … والمشكلة الأكبر بعد كدة إننا بنصدقها … !!!

صفحة كلام فى الصميم كان لها السبق قبل كدة ومن فترة طويلة جدا فى نشر سلسلة مقالات عن الحرب النفسية وحرب الشائعات .. والمقالات دى لاقت صدى كبير وقامت معظم صفحات الفيسبوك بسرقتها او إقتباسها … بالإضافة لبعض المدونات اللى قامت بنشر المقالات نقلاً عن صفحة كلام فى الصميم .. وأدى لينكات المقالات فقط للتذكرة ..

 و خلّونا نقول إن الصورة أصبحت واضحة بشكل لا يحتمل مجرد التشكيك فى إن الشعب المصرى بيتعرض _مش لحملة واحدة_ ولكن لمجموعة من الحملات الممنهجة سواء عن طريق الإعلام (خارجياً وداخلياً) أو عن طريق جماعات وأفراد ، لإطلاق شائعات وتقارير بهدف نشر اليأس والإحباط والتشكيك وخلق حالة من الرعب والخوف من المستقبل المظلم والإنهيار القادم … وأول وأهم جزء فى المخطط ده هو تشكيك المتلقى فى وجود الحملة من الأساس .. ومش كدة وبس .. لكن كمان محاولة بث فكرة إن لييه يبقى فيه مخطط ؟؟ .. وهى مصر أصلاً قيمتها إييه علشان يتعمل عليها مخطط !!؟؟ .. وإييه هو الدور اللى بتلعبه مصر ومدى تأثيره !!؟؟ .. ده إحنا دولة ضايعة أصلا ومش محتاجين حد يتأمر علينا .. وإن كل اللى بيحصل ده مجرد مصادفات … الى أخر ذلك من الكلام اللى بيكسر فى معنويات المصريين .. وللأسف الشديد إن اللى بيستقبل الكلام ده بيسقط ببساطة شديدة تحت تأثيره السلبى .. ، وبــ ينسى إن الواقع بالفعل بيقول إن مصر هى الدولة الوحيدة اللى نجت من مخطط مفزع المفروض إنه يطال كل دول المنطقة ، ونجحت تماماً فى إيقاف بل وتدمير إستمرار عملية الفوضى الخلاقة ومخطط الشرق الأوسط الكبير ، ومنعت إمتداده لدول أخرى فى المنطقة !! ….

 وبعدين يعنى لما إحنا فاشلين أوى كدة … طب إنتم شاغلين نفسكم بحد فاشل لييه !!؟؟ .. وبتصرفوا ملايين ومليارات على قنوات فضائية ومؤتمرات دولية مالهاش شغلانة غير مهاجمة الفاشلين لييه !!؟؟ .. و ده طبعاً غير تمويل الجماعات الإرهابية ، والحصار الإقتصادى ، وعمليات بث شائعات ممنهجة عن الفاشلين اللى زينا … ياترى كل ده لييه !!؟؟ علشان إحنا فاشلين !!؟؟ 🙂

 الموضوع كمان تجاوز مجرد الشائعات العفوية إلى تورط إعلاميون ونشطاء ورجال نخبة مصر أو بالأصح نكبة مصر فى ترويج شائعات أو حملات مالهاش أى علاقة بالانتقاد أو المعارضة .. ولكن لها علاقة بالأغراض الشخصية والتمويلات الغربية لخدمة ملفات محددة .. وخصوصاً لما نلاقى إن  الشائعات بــ تخرج أولا من القنوات التركية الإخوانية فى اسطنبول ، وبعدها بدقايق تلاقيها على صفحات النشطاء وتجار التمويل الأجنبى وكوادر النخبة العرة اللى هم فعلا نكبة مصر الحقيقية … وبعدها بكام ساعة تلاقى الموضوع بــ يتم مناقشته على برامج التوك شو عن طريق اعلاميو الغبرة وفى ضيافتهم مجموعة من الخبراء والصحفيين وكل واحد فيهم بيدلو بدلوه وتحليلاته اللوذعية … والمؤسف بجد والمثير للسخرية إن كثير من المواقع الإخبارية والصحفيين المنتمين لصحف كبرى ، ومنهم صحف قومية أصبحت مصادرهم بكل أسف هو مايتم تداوله على الفيسبوك !!! .. شوفتوا المصيبة السودة اللى إحنا فيها !!

 طب السؤال بقى اللى بيطرح نفسه .. هو اييه علاقة الكلام ده كله بعنوان المقال !!

 العلاقة ببساطة خالص ان كل ماتم القيام به من حملات ممنهجة لافساد الوعى الجمعى للمجتمع المصرى .. بالاضافة للوضع الصعب اللى كتير من الناس بتعانى منه على اختلاف الطبقات الاجتماعية خلّانا وصلنا لمرحلة ضعف النفس واللى اصبحت بتستسلم للخرافة بمنتهى البساطة .. و ده كله إما بسبب الضغوط الحياتية .. او بسبب نقص المعلومة .. او بسبب الغرض والاهواء الشخصية ….. أو حتى بسبب بعض الغضب المكتوم ضد قضايا معينة واللى بيطلع بعد كدة فى صورة سلبية تخلى الشخص عايز يصدق الشائعة او الخرافة علشان بس يصب كل غضبه وثورته المكتومة فيها !!

 ولازم نخلى بالنا من شىء أهم وأخطر .. وهو ان الشائعة او العملية الممنهجة لبلبة الافكار عمرها ما بتبقى كدة منفصلة عن الواقع .. لكنها بتبقى منبثقة من واقع معين ، ومناسبه له بشدة .. علشان يبقى عندها المساحة الواسعة ، والأرض الخصبة اللى ممكن تنتشر فيها بسهولة !!

 طبعا تاريخ الشائعات فى مصر كبير أوى واحنا اوردنا نماذج من الشائعات دى فى لينك المقال المرفق عن حرب الشائعات … ويمكن كان من أغرب الشائعات من قبل حتى يناير 2011 الشائعة اللى تم اطلاقها فى المجتمع المصرى كبالونة اختبار لقياس مدى وقوة انتشار الشائعة داخل المجتمع ، واللى للأسف الشديد لاقت صدى عند قطاع عريض من الشعب المصرى ، وفيه ناس لسة مصدقينها لحد النهاردة .. وهى شائعة ان الأستاذ الفنان الكبير (((محمد صبحى))) مسيحى الديانة =D =D  … وطبعا المشكلة مش فى ان شخص ما يبقى مسيحى او مسلم لأن ده شئ عادى .. لكن المشكلة لما يكون فيه شىء يعتبرمن الثوابت وممكن شائعة تقلبه إلى العكس …. والمضحك اكثر انه يبقى اسمه محمد ومسيحى … والمضحك اكثر واكثر ان فيه ناس صدقت الكلام ده 🙂

 ولو نظرنا على المدى القريب .. هــ نلاقى إنه فيه شائعات تم اطلاقها بغرض سيىء فى الفترة القريبة الماضية وحصلت عليها ضجة كبيرة جدا وبعدين طلعت فشنك .. زى مثلا تسريبات بنما .. واللى احنا اتكلمنا عنها فى وقتها !؟ .. ياترى اييه اخبار تسريبات بنما النهاردة !!؟؟ .. وإييه أخبار جهات التحقيق الدولية اللى قالت إنها هــ تتخذ اللازم حيال كل ما تم ذكره فى هذه التسريبات … واوعى حد يطلع يقوللى إن ده مش شائعة لأن لها مصدر أهو … لأن الرد على الكلام ده هو ما أعلنته صحيفة الجارديان انها قامت بفصل مدير مكتبها فى مصر لأنه بقاله 6 سنوات بيمدهم بتقارير واخبار كاذبة عن مصر … ياااااه … يعنى اكتشفتم ده فجأة !!؟؟ … طب الناس بقى اللى صدقت كل الاكاذيب اللى اتقالت عن مصر فى خلال 6 سنوات .. ياترى هانقدر نصلح ماتم تخريبه من عقولهم نتيجة ان هم صدقوا الكذب ده !!؟؟ .. طبعا لأ … واوعوا تنسوا ان قصة ال 70 مليار بتوع ثروة مبارك كان مصدرها الجارديان !! … و ده معناه إن الشائعة ممكن تكون فى صورة خبر ومن مصدر معروف كمان !

 طب ياترى حد فاكر ايام الحرائق اللى انتشرت فجأة فى مصر فى كل حتة … وقامت بتدمير جزء كبير من منطقة العتبة !؟ .. ياترى فاكرين الكلام اللى إتقال وقتها عن رجل الاعمال الاماراتى صديق السيسى اللى عايز يشترى العتبة ، والكلام اللى كان بــ يتقال بإن الحكومة كانت هى اللى بتحرق العتبة علشان خاطره علشان ييجى هو يشتريها على الجاهز من غير اى مشاكل مع اصحاب المحلات والعقارات !!؟؟ .. وياريت تكونوا فاكرين برضوا اللى طلعوا يتفذلكوا وقتها ويقولوا “ولما هى إشاعة ، طب الحكومة مانفتهاش لييه !؟ .. وإزاى مش قادرين يمسكوا اللى بيحرقوا البلد إلا إذا كانوا متفقين معاهم !؟” .. طب ياترى رجل الاعمال ده فين النهاردة .. واشترى العتبة والا لسة !!؟  =D ..

 طب فاكرين شائعة سيطرة داعش على الشيخ زويد ورفع العلم الداعشى فى اول يوليو 2015 .. واللى كل وكلات الأنباء العالمية اتكلمت عليها وحتى الصحف والوكلات الاخبارية المصرية .. و”الحقوا الجيش بيموت وسيناء بتضيع” .. وفى الاخر طلع كل ده حمادة بالجنزبيل ..

 الهرى بقى اليومين دوول والشائعة الحلوة ، واللى برضوا أطلقتها قنوات ومواقع تركيا وبعدين ظهرت فى مواقع الإخوان .. وبعدها تداولها كل الناس فى مصر واصبحت حديث الساعة ومصب الفتاوى عند كل اللى عايز يفتى او يعمل فيها صاحب رأى ووجهة نظر، هو موضوع إن الرئاسة فى مصر اشترت من شركة فرنسية أربع طائرات مرة واحدة لزوم الفشخرة يعنى ، .. وبالرغم من إن وكالة رويترز نشرت نفى الشركة الفرنسية نفسها عن شائعة صفقة الطائرات الرئاسية دى .. ، وجريدة الدايلى نيوز نشرت نفى عن لسان علاء يوسف المتحدث بإسم الرئاسة المصرية … وجريدة المصرى اليوم اللى نشرت نفى الدكتور محمد معيط، نائب وزير المالية لشؤون الخزانة العامة إتاحة أي اعتمادات مالية من خلال وزارة المالية، ممثلة في الموازنة العامة للدولة، لشراء طائرات فرنسية للرئاسة أو الحكومة إلا إن النشطاء ومعاهم الإخوان ، ووراهم كل اللى بيصدقوهم ، فضلوا مُصرّين على ترويج الشائعة .. ومافيش أى موقع من مواقعهم نشر أى تكذيب برغم صدور التكذيب الرسمى من الشركة صاحبة الشأن … و ده العادى بتاعهم !!

 وحتى لو الموضوع ماطلعش شائعة .. طب مش نستنى بيان الرئاسة !؟؟ .. وإلا إحنا لازم نشيّر الأول وبعدين نبقى نشوف !!؟؟ طب مش يمكن الموضوع يكون حقيقى بس مش بالشكل اللى تم تسويقه لنا وخصوصا إننا عارفين إن مصر بتتعرض لحرب إعلامية شرسة !!؟؟ … الفرضيات ممكن تكون كتيرة .. لكننا بإستسلامنا للشائعة ، وإنسياقنا وراها بنكون عاملين بالضبط زى لعبة الماريونيت اللى بيتم التلاعب بيها بأصابع اليد .. و ده طبعا مايمنعش إن الدولة مقصرة فى لعبة الإعلام .. ومافيش متحدث إعلامى بيطلع يرد على الشائعة فى حينها ويوضح للناس الحقائق … لكن فى نفس الوقت .. الدولة هــ ترد على إييه وإلا إييه !!؟؟ .. واللعبة لسة مطولة معانا شوية … ولو الدولة عملت كدة ، هــ تبقى شخشيخة ، وهــ تبقى مطالبة إنها تطلع ترد على كل كبيرة وصغيرة وبشكل شبه يومى تقريباً .. و ده معناه إن الدولة المصرية تفضل فى حالة دفاع وتبرير مستمر طول الوقت .. وهو ده اللى هم عايزينه !!

لازم نعرف إن فيه ناس أو جهات أو حتى دول ، مش عايزين حاجة أكثر من إنهم يحطموا أى لمحة أمل أو ثقة فى المستقبل عند المصريين … والأهم إنك ماتركزش فى حاجة غير السلبيات والإحباطات .. وعلشان كدة عمّالين يطاردوا المصريين بشائعات عن خطف البنات ، وعن الخراب الاقتصادى القادم ، وعن عدم جدوى المشروعات ، وعن الدولة اللى بــ تقترض وبــ تدعو للتقشف وهى مش بتعمل كدة ، وعن رفع المعاشات والمرتبات للجيش والقضاء واللى لو جيت حسبتها بناء على اللى بيتقال ، هــ تلاقيها إترفعت فى خلال السنتين اللى فاتوا دوول بس أكثر من 9 مرات .. والناس بتصدق ..  ومش كدة وبس .. لكن كمان بيكسروا فى كل عمليات ومشروعات تأسيس ورفع كفائة البنية التحتية لوطن بيعانى من تهالك كل بنيته التحتية واللى بتأثر على المناخ الإستثمارى وبيتساءلوا طول الوقت عن الجدوى الإقتصادية .. برغم إنهم نفس الناس اللى كانت زمان بتهاجم الحكومة المصرية أيام مبارك  بسبب سوء مستوى الخدمات .. وهم برضوا نفس الناس اللى بتهاجم الحكومة الحالية مع كل بلاعة بتتسد نتيجة أي أمطار ويشاوروا بصباعهم ويقولوا .. أدى الحكومة الفاشلة !!!!!!

 الحل الوحيد لمواجهة كل ده هو إنك ماتصدقش حاجة على علّاتها .. وماتسمعش المعلومة غير بعد التأكد من مصادرها .. وإنك يكون عندك ثقة فى القيادة السياسية بتاعتك اللى المفروض إنك إخترتها وماشى وراها ومصدقها .. ومؤمن إن فيه حرب شرسة بيتم ممارستها عليك وعليها بهدف إسقاط الدولة …. والأهم من ده كله إنك يكون عندك أمل دايما فى بكرة .. وإنك تزرع الأمل فى كل اللى حواليك .. وإنت بتبص وبتشاور على الإيجابيات .. أيوة فيه إيجابيات كتيرة .. ومش معنى كلامنا إنه مافيش سلبيات لأن أى دولة فى العالم فيها سلبيات .. لكن إحنا عندنا إيجابيات كتيرة جداً .. وبالمقارنة بحجم التحديات المحيطة بالوطن ، واللى كلنا شايفينها وحاسين بيها .. نقدر نقول إن الإيجابيات دى تصل لحد الإعجاز !!

 من حقك تتفق أو تختلف مع الكلام … لكن إوعى تنسى حقك فى إنك تكون باصص للأمام بأمل .. وإوعى برضوا تنسى واجبك إنك ماتستسلمش لعمليات كسر الإرادة وتحطيم المعنويات وتشويه الصورة قدام عنيك ، واللى بيترتب عليها بعد كدة تشويه الفكر والرأى .. وخليك فاكر دايما ، إن هزيمة الوطن تبدأ من هزيمة المواطن .. يعنى تبدأ منك إنت ..

 عرفت بقى إنت مهم قد إييه !!؟؟

لمتابعة تعليقاتكم