هشام عشماوي في الكلبش

29 May 2019

هشام عشماوي في الكلبش .. !!
———————————

في اخر الستينيات… و لاسباب سياسية بحتة و لامتصاص غضب الرأي العام … تم تحميل المخابرات العامة المصرية جزء كبير من هزيمة 67 …. مما اعطي الفرصه لاسرائيل باستغلال كوادر الاخوان المتغلغلين داخل المجتمع في بث مئات الاشاعات عن فساد هذا الجهاز الوطني و انه موجود فقط للقبض على المصريين و التجسس عليهم و استغلالهم و انه مبانيه ما هي الا سلخانات تعذيب للمواطنين… و بالفعل نجحت خطتهم تحت وطأة عار الهزيمة الثقيلة …. مما افقد تماما الثقة بين الشعب و هذا الجهاز الوطني لدرجة ان كان شىء عادي انك لما تركب مواصلة عامه تلاقي ناس تفتعل مشاجرات تنتهي بمقولة مشهورة وقتها “يارب جولدا مائير تدخل مصر و تنقذ شعبها و تحرره ” … و كان الناس على القهاوي و في المواصلات العامة بتتكلم و بتتداول الاسرار عسكرية بكل اريحية …. و كان لازم مواجهة الموقف ده لاعادة ثقة الشعب في جهازه الوطني و تعليمه كتمان الاسرار الخاصة بالدولة …. و بالفعل تم وضع خطة المواجهة و و تم البدء في تنفيذها.

الخطة كانت بتعتمد على القوة الناعمة الاكثر تأثيرا و هي الفن … فتم استدعاء العشرات من الفنانين و الاذاعيين و الكتاب و الموسيقيين و تكليفهم بعمل اسكتشات و اغاني و حلقات اذاعية درامية لتوعية المواطنين بأهمية سرية المعلومات و كيفية التعرف على الاشاعات و مواجهتها و الحفاظ على اسرار الدوله… و كانت مواضيع الاسكتشات و الداراما دي بشكل كامل تحت اشراف جهاز المخابرات العامه…. و مع الوقت بدأت الخطه تؤتي بثمارها و تفاعل معها المواطنين بسرعة كبيرة … لدرجة ان الضابط المسؤول عن الخطه دي كان في قمة سعادته لما حب يجرب نجاح خطته في الشارع و كان حيتضرب علقة موت و يتقطع من مواطنين عاديين لما تجرأ و سأل واحد بشكل عادي جدا على قهوة بلدي عن مكان خدمة اخوه على الجبهة.

و في الثمانينات يبعث هذا الجهاز الوطني برسائل التأكيد الى الشعب المصري على وطنيته و بطولاته السرية للحفاظ على الوطن بمسلسلات درامية تحكي شكل الصراع و طبيعة المعركة التي لم و لن تتوقف بإنتهاء الحرب و التي تربي عليها اجيال جديدة مثل مسلسل جمعة الشوان و رافت الهجان …. ثم يتم استهداف اذرع القوة الناعمة الثقافية للدولة المصرية و التي تكلمنا عنها في سلسلة مقالات متعددة و الموجودة على الموقع الارشيفي لمقالات الصفحة في قسم الهوية المصرية في مجموعه مقالات “محاولات هدم الدولة المصرية باستهداف قوتها الناعمة ” بأجزائها الخمسة في الروابط التاليه :-

ثم تاتي المواجهة الكبري بداية من 2011 و التي تم الترتيب لها منذ 2005 و التي انتهت الى ما نحن به الان و يتم نفض غبار عشرات السنين من محاولات هدم الدولة بكل اركانها … ليعاد بناء الدولة المصرية اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا و عسكريا و توعويا …. و تنجح الدولة بشكل كبير في القضاء على الارهاب و بسط نفوذها الامني على كل تراب سيناء و حدودها الغربية و الجنوبية و مياهها الاقليمية و تبرز اظافر الدولة لتنهش في كل من تسول له نفسه ان يطمع و يقوم بالمساس بحقوق ثرواتها داخل البحر او في حدود نطاق امنها القومي الحيوي.

و تقوم الدولة المصرية بخطة ناعمة (ستأخد وقتها) باعادة السيطره على مقدرات قوتها الناعمة الاعلامية و استرجاعها من ايدي العابثين و الممولين و الخائنين …. فنجد كيانات جديدة وطنية تم انشاؤها تستحوذ ببطىء و حرفية على العديد من المحطات و شركات الانتاج الدرامي و يعاد الى الحياة مرة اخرى تراث ماسبيرو و نجد مره اخرى مسلسلات تحكي للشباب حكاية الوطن و شكل المعركة الضروس القائمة حاليا …. و المتمثل في مسلسل كلبش بأجزاؤه الثلاثه …. ليستحوذ هذا المسلسل بإهتمام الشباب قبل الكبار …. لانه واقعي جدا و به رسائل و توثيق دقيق لما واجهناه … و ما نزال نواجهه.

قد يتسائل البعض …. ما دخل هذه المقدمة و مسلسل درامي بموضوع الارهابي هشام العشماوي ؟؟؟ …. الاجابة هي انها شديدة الصلة و جزء لا يتجزا منها …. طب إزاي ؟؟؟؟ …. شوف يا سيدي .

شوفنا ازاي بيتم الضحك على الشباب باستعمال الميديا و وسائل التواصل الاجتماعي بتصوير الارهابي و الخائن على انه رجل وطني صاحب قضية … و ازاي بيتم تشويه الجيوش الوطنية و الابطال الحقيقيين بإستهدافهم و اغتيالهم معنويا … و ان كل الاحداث اللى الناس كانت بتتفاعل معاها …. كانت بتدار من الخارج و تدار على الارض بواسطة نهايات طرفية عايشة وسطينا …. و عرفت الناس اجابة السؤال اللى كان بتردد كتير و هو ليه كان بيبقي فيه عناصر كتيرة بتتساب تشتغل بحرية على الارض و محدش بيقبض عليها …. زي مثلا شخصية “أكرم صفوان” … و اللى موجود زيه كتير وسطينا …

و لما نيجي نسقط الكلام ده على الاحداث الحالية …. حنلاقي ليه دلوقتي بالذات بتتم حملة ممنهجة على شركة اعلام المصريين و هي الكيان الوطني المموك للدولة لما بدأت تفعل نشاطها بتنقية المجال الاعلامي و الانتاج الدرامي المصري …. و بدأنا نلاقي محطات عالمية كبيرة زي البي بي سي … سايبه مشاكل العالم كله و بتفرد مساحات شاسعة من وقتها لمهاجمة الشركة دي و كمان مهاجمة مسلسل “كلبش” …. لان اللعب بقي على المكشوف و الكلام اللى بيتقال في المسلسل بيضرب في الصميم و في وريد وعي الشعب المصري بشكل مباشر و من غير تزويق.

و لما بدا الكلام على سيناء و اللى بيحصل فيها في المسلسل …. نلاقي منظمات الارهاب الدولى زي “هيومان رايتس ووتش” بتصرخ و بتطلع تقارير مضروبة عن جرائم حرب مزعومة ضد رجالتها “الارهابيين اللى في سيناء” …… و ده بالتوازي مع حملة على النت يقودها شخصيات زي “أكرم صفوان” بنشر التقارير و مهاجمة الجيش و الدولة المصرية و الشركه الوطنية منتجة هذا المسلسل.

و لما اجهزة مخابرات اهل الشر تعرف ان مصر حتنقل الارهابي هشام العشماوي لمصر ….. و ان مصر بعتت طائرة حربيه لنقله اليها ….. يقوموا بإرسال رسالة الى الدولة المصرية عبر قناة الجزيرة بنشر خبر مقتضب بيقول ” رصد طائرة نقل عسكرية مصرية من طراز C130 برقم مسلسل 1289 في ليبيا” …. و ده معناه حاجة واحدة …. ان الطيارة دي مش حترجع مصر و حيتم اسقاطها بالقوة المسلحة …. امريكان على اتراك على طليان على انجليز و كل من ليه مصلحة في ليبيا …. و انه حيتعمل حفلة اعلامية كبيرة على الموضوع ده لما يتقال ان الثوار الاطهار بتوع ليبيا اسقطوا طائرة عسكرية مصرية …. و هنا يبان لينا دور المحطات الاعلاميه و الانترنت في الحرب الدائرة حاليا….. لان لسان حالهم كان بيقول لمصر … لو قدرتوا تحموا الراجل ده من التصفية الجسدية طوال الشهور اللى فاتت و قمتوا بإجهاض جميع العمليات العسكرية اللى حاولت قوات خاصة لينا انها تقوم بصفيته … يبقي مش معني كده انكم تنقلوه لمصر.

فكان الرد المصري هو قبول التحدي …. ليسافر رئيس جهاز المخابرات المصريه بنفسه ليستلمه …. و ده لسبب بسيط … ان رد فعل حجم القوات الجوية و البحرية الكبير اللى قامت بتأمين رحلة العودة سوف يتناسب مع الاعتداء على شخص في مكانة رئيس المخابرات المصرية … يعني مفيش هزار … و اللى حيقرب حيشوف …. هل بقي حصل بالفعل ضرب و خبط و رزع و حاجات اتضربت و حاجات وقعت ؟؟؟؟ …. ممكن … كل شىء جايز J …. لكن كان تحدي و فرض عضلات و فرض ارادات … و بالفعل نجحنا في مهمتنا و تعمدت الدولة المصرية اظهار الطائرة برقمها و هي تهبط في مطار ألماظه.

عشان تاني يوم نلاقي البكائيات و اللطميات من وسائل اعلام اوروبيه على نجاح مصر في استرجاع هذا الارهابي …. زي مثلا قناة يورو نيوز المملوكه لاحد رجال الاعمال المصريين المشهورين اللى نشرت الخبر بالصيغة التالية ” مصر تستلم ابرز المعارضين المصريين من قوات شرق ليبيا” …. و كأن اكرم صفون بنفس ذات نفسه هو اللى منزل الخبر بالصيغة دي 🙂 …. الارهابي اصبح معارض بارز … و الجيش الليبي اصبح قوات لدولة غريبة اسمها شرق ليبيا 🙂 🙂

طب ايه اهمية هذا الارهابي ….. انه قام بالانضمام لتنظيم انصار بيت المقدس الارهابي ، و كان حجر الزاوية في تقويته بعد ان قام بتدريب عناصرهم و اكسابهم المهارات القتالية الراقية و شارك في التخطيط و التنفيذ في معظم العمليات الارهابية الكبري التي استهدفت جنودنا في سيناء زي كرم القواديس و الكتيبه 101 …. و عملية الواحات الاولي و الثانية و عملية الفرافره و استهداف العديد من الكنائس و العديد من العمليات الإرهابية الكبري التي راح ضحيتها المئات من الجنود و المواطنين … كما قام بإغتيال النائب العام هشام بركات و محاولة اغتيال وزير الداخلية و غيرها من عشرات العمليات الإرهابية ….. و بعد انتقاله الى ليبيا قام بتشكيل تنظمه الارهابي الخاص بيه.

بخلاف انه سافر الى سوريا و ليبيا و كان من اهم المفاتيح التي استخدمها أهل الشر للنيل من مصر و امنها …. كما انه كان على صله مباشرة ببيت الشيطان و من يدير خطة الشر بالمنطقة …. فهو كنز معلومات استراتيجي سيكون من اهم اسباب تفكيك العديد من المخططات الارهابية و الكشف عن طبيعة هذه التنظيمات و تمويلها و اسلوب تحركاتها و إلمامه التام بكل ما يحدث في مجال امننا الحيوي داخل ليبيا …. ده طبعا بخلاف العامل النفسي الكبير الذي سيصيب تلاميذه و المعلم اللى بيشغله و يموله .

و الاهم من كل ده … التأكيد على ان مصر بالفعل قادرة …. و تفعل ما تريد … و لا عزاء لكل اكرم صفوان يعيش بيننا

تحيا مصر …. يحيا جيش مصر … و عاش وحوش قوات الـ GIS …. و دول ملناش دعوه بيهم … دعوهم يعملون في امان و صمت 🙂 🙂

تحياتنا

لمتابعة تعليقاتكم