الإنتخابات الأميريكية .. يا أنا ، يا الفوضى !!

02 Nov 2020

الإنتخابات الأميريكية .. يا أنا ، يا الفوضى !!

——————————————

أقل من 24 ساعة ويشهد العالم واحدة من أغرب وأخطر الإنتخابات فى تاريخ الولايات المتحدة الأميريكية .. إنتخابات فى ظروفها وأحداثها و طبيعة الصراع بين أطرافها ، ماشوفناش زيها قبل كدة .. على الأقل فى تاريخ الإنتخابات الأميريكية اللى مرت علينا فى حياتنا !!

ملابسات الأشهر الأخيرة اللى سبقت الإنتخابات ، وبالذات مع أحداث أزمة فيروس كورنا ، تخليك تعتقد بل تجزم إن فيه شيئ مش طبيعى بــ يتم التحضير له … حالة كدة من الغليان سواء فى الشارع أو على مستوى الدوائر السياسية … حالة من التربص الغير مسبوقة … حالة من عدم الثقة حتى فى نتيجة الإنتخابات نفسها بعد ماتطلع .. تربص إعلامى بشكل حاد ضد واحد من المرشحين بأكثر بكتير جدا من اللى حصل فى 2016 … لأول مرة يبقى فيه قناعة إن واحد من اللى مرشحين نفسهم لو فاز ، مش هو اللى هــ يحكم ، لكنه هــ يبقى مجرد عروسة ماريونيت فى إيدين ناس تانيين هم اللى هــ يحكموا من خلاله … حاجة كدة شبه الإستبن اللى كان عندنا فى 2012 !

ولأول مرة نلاقى فيه حاجة إسمها التصويت بالبريد .. و ده اللى هــ يخلى إعلان نتيجة الإنتخابات يتأخر شوية يمكن لمدة 10 أيام لحد ما يتم وصول الخطابات ، و فرز جميع الأصوات .. يعنى مش زى الإنتخابات السابقة لما كل القنوات فضلت سهرانة تتابع إعلان نتائج الولايات واحدة وراء التثانية لحد ما إكتملت النتيجة النهائية فى يوم وليلة … ويمكن ده اللى خلّى الرئيس الحالى دونالد ترامب يقول إنه هــ يبقى فيه تزوير لإرادة الناخب الأميريكى لصالح منافسه بايدن !

الأغرب بقى إن المواطن الأميريكى نفسه عنده شعور بعدم الإطمئنان من نتائج الإنتخابات ، لدرجة إن الموضوع وصل لمرحلة الوقوف طوابير والتزاحم على شراء الأسلحة النارية من محلات السلاح .. و مش كدة وبس .. لكن بقينا نشوف مشاهد أشبه بتشميع المحلات فى نيويوك بعد ما قام أصحاب المتاجر بتغطية واجهات المحلات فى نيويورك وبعض الولايات بألواح من الخشب السميك خوفاً من العنف اللى من المتوقع إنه يحصل بعد إعلان نتيجة الإنتخابات ..

طب الشعور بعدم الأمان ده جه منين !؟؟ .. جه من أداء بعض جهات الدولة فيما يتعلق ببعض الأزمات ، واللى إتكلم عنها ترامب فى الإعلام أكثر من مرة ، بإنه فيه شبكات مصالح داخل الدولة بتأصل لفكرة الفوضى .. وإن فيه حكام ولايات على سبيل المثال تقاعصوا عن إقرار الأمن فى أحداث الشغب والتظاهرات والتخريب اللى بتحصل فى البلاد لمجرد لمجرد إنتماءهم للحزب المنافس … ديموقراطية ديموقراطية يعنى

الشعور ده جه كمان من تصريحات كلا المتنافسين على مقعد الرئاسة ، بإن المنافس بتاعه لو فاز ، هو مش هيقبل النتيجة ، وهــ يقلب الترابيزة ، بس كل واحد قالها بطريقته اللى تنم عن فكره والأدوات اللى بيمتلكها ، وأيديولوجيته السياسية فى التعامل مع الحدث ….. !

ترامب: قال إنه عارف إنه هــ يحصل تزوير ، وإنه فى حالة خسارته ، فــ أنصاره مش هــ يقبلوا بالنتيجة ، ولا هو كمان هــ يقبل ، وهــ يروح للمحكمة !

بايدن: قال إنه يعتقد (غلبان و مش متأكد يعنى ) إنه فى حالة فوز ترامب ، هــ تندلع المظاهات فى كل الولايات الأميريكية رفضا للنتيجة ….. تحس كدة إنك شامم روايح الربيع العربى فى كلامه ، واللى أوباما وهيلارى و حزبهم كانوا أهم مهندسيه وداعميه ، لصالح شبكات المصالح و برتيتة النظام العالمى القديم

يعنى ببساطة خالص ، وارد جدا تندلع أحداث عنف فى أميريكا ، بعد إعلان النتيجة بغض النظر عن شخصية الفائز النهائى بالرئاسة .. و وارد جدا إن الجيش الأميريكى يضطر ينزل للسيطرة على الأوضاع .. و هو ده اللى مخوّف المواطن الأميريكى من نتيجة الإنتخابات ، وخصوصا مع إنتشار السلاح بشكل كبير و وفرته فى إيدينا المواطنين العاديين !

وعلشان مانطولش عليكم ونختصر الكلام عن اللى الرؤية العامة لما هو قادم فى حالة فوز إياً من المرشحين .. وبغض النظر عن اللى ممكن يحصل داخليا بعد إعلان النتيجة واللى أكيد هــ يتم السيطرة عليه فى النهاية .. ده لو حصل … خلونا نقول الأتى:

فى حالة فوز دونالد ترامب .. هــ يتم تصعيد الموقف ضد الصين ، سواء عسكريا بحروب الوكالة ، أو أقتصاديا ، أو سياسيا و السعى لفرض عقوبات دولية بتهمة التسبب فى كارثة كورونا .. وخصوصاً إنه فيه مبالغة كبيرة فى أميريكا فى إعلان أعداد الإصابات والوفيات بسبب كورونا ، مع فرض صحتها يعنى … و أيضا هــ تستمر الإدارة الحالية فى سياستها ضد إيران والأغا العثمانى ، وتيارات التأسلم السياسى بشكل عام .. وهــ يستمر ترامب فى حربه ضد شبكات المصالح اللى عايزة توقعه ، وهــ يستمر فى إضعافه لمنظمات العولمة الدولية زى الصحة العالمية والتجارة العالمية وغيرهم اللى إنسحبت الولايات المتحدة منهم بالفعل و أوقفت كل تمويلاتهم المالية !

فى حالة فوز جون بايدن .. هــ تبقى دى قبلة الحياة اللى هــ تاخدها تيارات التأسلم السياسى ، و هــ نرجع لقديمه تانى بإستخدام نظامى الملالى والأغا لترسيخ الفوضى فى المنطقة بكل تداعيات ده على الملفات الأمنية فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان وغيرهم ..، وهــ نرجع تانى لسبوبة دكاكين حموم البتنجان ، وهــ ترجع كلاب السكك تظهر تانى (باسم وبلال وواكد وليليان وغيرهم) ، و هــ تشوفوهم بعنيكم بيحتفلوا على السوشيال ميديا فرحا ، وإيذانا بخروجهم تانى من الجحور ، بعد عودة النظام اللى عملهم وكبرهم ومولهم !!

ده بإختصار شديد مجرد رؤية إجمالية للوضع المقبل فى لحظة منعطف خطير فى الأحداث السياسية الدولية .. منعطف هو الفيصل بين نظام عالمى جديد له نوجه قومى ، و بــ يحاول يكتمل ، بعيدا عن سيطرة شبكات المصالح وتيارات العولمة العابرة للقارات .. وبين نظام عالمى قديم مش هــ تقبل شبكات المصالح المؤسسة له إنه يتم تدمير المخطط اللى بنوه فى سنين طويلة ، والهيكل اللى كانوا بيتحركوا من خلاله لتحقيق أهدافهم و مصالحهم بغض النظر عن أحلام و حياة ومصائر شعوب بأكملها

ونحب نفكركم بمقالنا اللى نشرناه قبل كدة فى يوم 3 يوينو 2020 الماضى لما شرحنا النقطة دى بالضبط وقولنا إن الصراع مش أميريكى لكنه أكبرر من كدة .. ده صراع نظامين كل واحد حياته فيها موت للأخر.

طب إحنا مع مين وضد مين !!؟؟

والسؤال ده كان محتاج شرح ، وإحنا شرحناه قبل كدة فى مقالنا بعنوان كلام فى السياسة .

يعنى تانى و من الأخر .. إحنا مايفرقش معانا الشخص اللى هــ يكسب كشخص .. يعنى زيه زى أى رئيس أميريكى سابق أو حالى ، ممكن يكون شارك فى ملفات تتعارض مع توجهات مصر وأمنها القومى ..، لكن لما نقارن بين توجه الإدارة الأميريكية فيما قبل 2016 فى عهد إدارة أوباما فيما يخص مصر .. ذلك التوجه اللى بــ يحاول يرجع تانى من خلال بايدن .. وبين الوضع فى فترة الإدارة الحالية برئاسة ترامب …، هنلاقى إن الوضع الحالى أفضل لنا بكتير …. بمعنى إننا لما نلاقى إن أهم أدوات إدارة أوباما اللى مقدمة بايدن النهاردة ، كان هو فصيل الإسلام السياسى ، وإن أقصى توسع وإنتشار وصلت له مليشيات المتأسلمين كان فى عهد أوباما ، فى حين إن ده إتغير تماماً فى عهد إدارة ترامب …. لما نلاقى إن كل كلاب السكك من نشطاء وسرسجية من أول باسم يوسف للأخت شكمان نعجة الإخوان ، للتنظيم الدولى كله بجماعاتهم بقنواتهم بقططهم بكلابهم بسلاطاتهم بــ بابا غنوجهم مؤيدين لحزب (أوباما/كلينتون/بايدن) ، فى حين إنهم كلهم ضد ترامب … لما الإعلام الغربى المسيس يبقى داعم لفصيل (أوباما/كلينتون/بايدن) فى حين إنهم ضد ترامب جملةً وتفصيلاً .. كل ده يخلينا نفكر … هو إحنا حقيقى شايفين صح .. وإلا سقطنا فى فخ الديباجة والخطاب السياسى الموجه !!

و أدينا بنتفرج على اللى هــ يحصل .. والأيام مافيش أقرب منها

حفظ الله مصر وشعب مصر ..

مقالات ذات صلة:

لمتابعة تعليقاتكم