إلى فيتنام

06 Sep 2017

إلى فيتنام …

————

بصرف النظر عن كل التحليلات الى ملأت الفيسبوك ومواقع السوشيال ميديا وبعض المواقع الإخبارية اللى بتنقل للأسف عميانى عن الفيسبوك عن زيارة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لدولة فيتنام .. وليه !!؟ .. وعلشان إييه !!؟ .. وإشمعنى !!؟ .. واللى يقول إن الرئيس راح زار فيتنام علشان دى الدولة اللى قهرت الجيروت الأميريكى وهزمت الجيش الأميريكى هزيمة نكراء .. واللى يقولك علشان دى أرض السيليكون ، و ده مستقبل الصناعة فى العام فى الفترة القادمة .. إلى أخر ذلك من الإفتاءات اللذيذة اللى ممكن تكون صح وممكن تكون غلط .. ، لكن إحنا مش هــ ننزلق ونحطها فى حساباتنا وإحنا بنتكلم عن الزيارة الرئاسية اللى قامت بها مصر لجمهورية فيتنام الاشتراكية عقب المشاركة فى فعاليات قمة مجموعة بريكس .. لأن اللى يهمنا فى الموضوع كأمر واقع يجب النظر له إن مصر فعلياً فى فيتنام .. والرئيس السيسى بيضع الزهور على النصب التذكاري للجندي الفيتنامي المجهول  !! 🙂

طب ليه فيتنام !!؟؟

والحقيقة إن السؤال ده غريب جداً .. لأن زيارة الرئيس المصرى لجمهورية فيتنام الاشتراكية .. هى إستكمال لنفس النهج اللى بتنتهجه الدولة المصرية بقالها 3 سنوات من التمدد خارجياً وتوطيد علاقات مصر مع دول العالم سواءً كان على المستوى السياسى أو الإقتصادى أو مستوى الشراكات الإستراتيجية شرقاً وغرباً .. وتدعيم موقف مصر ووضعيتها بين دول المجتمع الدولى .. وأظن السياسة دى اثبتت نجاحها وبنشوف نتائجها النهاردة واللى كانت بتبدأ تظهر بعد كل زيارة بتقوم بيها مصر على المستوى الرئاسى ، حتى وإن بدا وقتها إنها زيارة مالهاش لازمة وتضييع للوقت والفلوس ، وكلها فنكوش بحثاً عن شرعية زائفة ، زى ما كانوا بيقولوا خبراء الفيسبوك وجنرالاته السياسيين والإقتصاديين والعسكريين مع كل زيارة للرئاسة المصرية لدولة من الدول 😊

وزى ما قولنا إن الزيارة دى تأتى بعد مشاركة مصر فى فعاليات قمة دول مجموع بريكس  بوفد مصرى رئاسى على أعلى مستوى برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى ،  رئيس الجمهورية المصرية ،  وبصحبته أهم ضلعين للدولة فى تحركات مصر الخارجية والداخلية فى الوقت الحالة وهما السيد سامح شكرى ، وزير وأسد الخارجية المصرية .. و الدكتورة سحر نصر ، السيدة اللى فعلا بمليون راجل ، وزيرة الإستثمار المصرية .. مع الوضع فى الإعتبار إن دى اول زيارة لرئيس مصرى لدولة فيتنام ..  و طبعا ده غير اللقاءات اللى تم عقدها على هامش قمة مجموعة البريكس مع وفود وكبرى الشركات ورجال المال والأعمال فى الصين والهند وجنوب أفريقيا ..

فيتنام كدولة يعتبر اقتصادها فى المستوى المتوسط ، وتقع فى المركز الــ 45 فى ترتيب الدول من حيث الناتج المحلى .. لكنها تأتى فى المركز الــ 13 على مستوى العالم من حيث تعداد السكان .. و ده معناه إن فيتنام كدولة هى سوق خصب جداً للصادرات المصرية .. وخصوصاً لو عرفنا إن معظم سكان فيتنام بــ يعيشوا في القرى المنتشرة على السهول الساحلية ودلتاوات الأنهار، حيث يُزرع الأرز وبعض المحاصيل الأخرى في الأراضي الخصبة ، وبالنسبة لقطاعات واسعة من سكان السواحل، يُشكل صيد الأسماك أهم وسيلة لكسب العيش .. وكانت أهم اهداف الزيارة المصرية هو توقيع إتفاقيات إقتصادية ، بالإضافة للتباحث فيما يتعلق بملف الإرهاب ، و الإتفاق على أليات موحدة لمكافحة الإرهاب …

إييه !!؟ .. بتقول إييه !!؟ … ملف الإرهاب !!؟؟ .. هو إييه اللى جاب القلعة جنب البحر !!؟ 😊 .. أقولك يا سيدى .. 

فيتنام كدولة عانت كتير من الإحتلال وحروب اهلية كثيرة أدت لتقسيمها .. وبعد التقسيم لدوليتين منفصلتين فى الشمال والجنوب ، بدأت الصين والاتحاد السوفييتي سابقاً بدعم القسم الشمالي، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم القسم الجنوبي ، مما أدى إلى نشوب حرب فيتنام اللي جعلت من فيتنام مسرح لإستعراض القوة الشيوعية الشرقية من جانب ، والرأسمالية الغربية من جانب أخر .. وكانت النتيجة إن الشعب الفيتنامي هو اللى دفع ثمن هذه الحرب اللي انتهت بهزيمة الاميركيين اللى أجبروا على الانسحاب في مارس 1973، من مدينة سايغون عاصمة الجنوب .. قبل ما تتوحد فيتنام مرة أخرى بعد نهاية الحرب .. وتبقى تابعة سياسياً وفكرياً وايديولوجياً للصين …… ماشى لحد كدة ؟؟ 🙂

طب تعالوا كدة بقى نبص على الخريطة .. هــ نلاقى إن فيتنام جمهورية اشتراكية في جنوب شرقي آسيا على خليج تونكين وبحر الصين ، و تقع في أقصى شرق شبه جزيرة الهند الصينية، وتحدها من الشمال الصين ومن الشرق خليج تونكين ،ويحدها من الغرب لاوس, وتايلاند وكمبوديا… و هــ نلاقى إن هونج كونج  والهند فى محيطها الحيوى .. يعنى خلّوا بالكم عندنا هنا فى الصورة الهند والصين واللى هم إثنين من أضلاع خماسى مجموعة البريكس … و فيه حاجة كمان لها علاقة باللى بيحصل دلوقتى ، والفورقيعة الإعلامية اللى شاغلة الناس كلها على طريقة بص العصفورة .. وهى إنك لو بصيت للخريطة .. هــ تلاقى إنه فى المحيط الحيوى للهند وفيتنام ، واللى على حدود الصين هى دولة مينامار ، أو بورما سابقاً ……

هاه !!؟؟ … بتقول إييه !!؟؟ … بورما !!؟؟ … أمممممممممممم 😉😏   

و ده هــ يكون مدخل للمقال القادم علشان بس ماحدش يبص على العصفورة .. وخصوصاً إنه صحيح فيه ظلم واقع على أقلية الروهينجا .. لكن مش الروهينجا المسلمين فقط .. بدليل إنه فيه مسيحين وعرقيات اخرى بتهاجر لبنجلاديش هرباً من اللى بيحصل فى مينامار .. والكلام ده بيحصل بقاله سنين طويلة .. لكن إييه خلاه يشتعل دلوقتى .. وخصوصا إنه كان مشتعل من حوالى 15 سنة .. طب إييه اللى ولعه ثانى !!؟؟ ..  لأن الموضوع سياسى بحت .. وأساسة هو عمليات الإشعال الطائفى ، والعرقى ، والدينى ، والسياسى ، بنفس الأسلوب اللى قامت عليه ثورات الزفت العربى فى منطقة الشرق الأوسط .. وخلّيكم فاكرين إننا نوهنا فى نهاية كل مقال من مقالاتنا عن قمة البريكس .. عن صراعات النظام العالمى القديم والجديد وكل نظام وله ادواته اللى بيستخدمها .. !!

قطر ، الإخوان ، داعش ، تركيا ، البريكس ، أميريكا ، الغرب ، الغاز ، حطّوا كل ده فى جملة مفيدة ، وما تخلوش حد يلعب على عواطفكم ، وأربطوا ده كله بمقالاتنا اللى نشرناها على مدار السنين الماضية فيما يتعلق بمخططات التقسيم ومصادر الثروة واحلام السيطرة .. والموجودة على موقع صفحتكم الأرشيفى ….. هــ تلاقوا إن كل الطرق فى الأخر تؤدى إلى ………..

خلّوها للمقال ، أو للمقالات القادمة 😉

المهم بس .. وعودة لموضوعنا النهاردة .. فالتواجد المصرى فى فيتنام ، وتدعيم العلاقات المصرية الفيتنامية مكسب كبير لمصر .. وخطوة على طريق 2030 .. الهدف المصرى الأسمى والمرسوم ، للوصول إلى دولة ذات قوة إقتصادية جبارة تحقق الرؤية المصرية ، وتوقعات كل المؤسسات الإقتصادية العالمية فيما يخص الإقتصاد المصرى

و زى ما نوهنا مع تدشين موقع صفحتكم الأليكترونى الجديد إننا هــ نحتاج المقالات القديمة كتير .. فــ برجاء مراجعة الأتى:

لمتابعة تعليقاتكم