الكبير كبير .. والأقزام يمتنعون

27 Nov 2017

الكبير كبير .. والأقزام يمتنعون …

———————————

علشان تكون كبير لازم تكون كبير بالأفعال مش بالأقوال …

ممكن ماتكونش أغنى دولة فى العالم ، أو اقوى دولة فى العالم أو أكبر دولة فى العالم من حيث المشاحة أو تعداد السكان .. لكن تفضل المكانة والتأثير هو المعيار إذا كنت كبير وإلا لأ …. صحيح مصر خسرت جزء من المكانة والتأثير بتاعها مع بدايات 2007 ومروراً بيناير 2011 ثم حكم الإخوان فى 2013 اللى وصلت مصر فيه لأدنى مستوياتها من حيث التاثير والمكانة الدولية .. لكن مع الوقت مصر إسترجعت مكانتها وقدرتها على التاثير وإدارة الأحداث الدولية بكل قوة وإقتدار ، وبالذات تلك الأحداث التى تتعلق بمحيط الأمن القومى المصرى !

الكلام ده مش مجرد كلام قهاوى ، أو من قبيل المبالغات .. لكنه حقيقة واقعة …. وأى إستنكار أو رفض أو عدم إقتناع البعض بقوة مصر ومكانتها الدولية ومدى تاثيرها فى الأحداث الدولية .. و سواء كنت شايف ده أو مش شايفه …. فــ ده مش هــ يغير من الحقيقة  شئ … وخصوصا لما يكون قراءة المستجدات على المسرح الدول تبقى محتاجة فهم وتحليل ومتابعة الأخبار الصغيرة قبل الكبيرة .. وحتى الأخبار اللى بــ تمر على اتلجميع مرور الكرام

– مصر لها أكبر دور فى حماية شرق المتوسط .. وقدرت إنها تكوّن تحالف ثلاثى عسكرى إقتصادى مع قبرص واليونان .. واللى اعلن الرئيس القبرصى فى احد اللقاءات إنهم هــ يكونوا دايما لسان مصر داخل الإتحاد الأوروبى .. ومش كدة وبس لكن كمان اصبح التحالف ده هو المسيطر على شرق المتوسط .. واصبح مصدر إزعاج لكل القوى الإقليمية .. لدرجة إن اردوغان إتحرك ، و طلع يجرى على اليونان يمكن ينقذ ما يمكن انقاذه وأعلن إنه سيقوم بزيارة اليونان فى زيارة تعد هى الأولى من نوعها من 65 سنة و برغم سنوات العداء السياسى والتناوش العسكرى اللى بين تركيا واليونان.

– مصر فرضت رؤيتها على الملف الليبى احد اخطر الملفات اللى بتأثر بشكل مباشر على الأمن القومى المصرى .. وقامت بإخراج بريطانيا من المعادلة الليبية ، وتحييد إيطاليا .. والتنسيق بشكل كامل مع فرنسا .. وفرض الجيش الليبى على المعادلة لحد ما اصبح مسيطر على اكثر من 80% من الأراضى الليبية .. وكلمة السر هى الكلمة الى ألقاها الرئيس السيسى بإسم مصر فى مجلس الأمن واللى كانت تتلخص فى جملة مهم جداً وهى:

“مصر لن تسمح” 🙂

– مصر فرضت رؤيتها وأجندتها على الملف السورى .. وعارضت ورفضت أى و كل المحاولات من اطراف إقليمية ودولية للزج بمصر لكى تصبح جزء من حل عسكرى هدفه إسقاط نظام الأسد .. وكانت رؤية مصر إن الملف السورى لازم يتم حله سياسياً .. وبقاء نظام السد من عدمه فى إيدين الشعب السورى فقط .. وهو ده اللى تم تنفيذه …. ومش كدة وبس .. لكن كمان مصر تدخلت بين فصائل أطراف النزاع كضامن للهدنة .. و ده كان بناء على طلب رسمى من الروس بعد إقصاء الدور التركى من المعادة

– مصر وقفت بشدة أمام إستفتاء كردستان ، لأنها كانت ومازالت ضد أى حل ممكن يؤدى إلى مزيد من التقسيم لدول المنطقة .. ورغم إن الإستفتاء تم بالفعل … إلا أنه تم تجميده ووضعه فى الدرج حتى إشعار أخر .. لأ وكمان مصر بقت بتوقع إتفاقيات تعاون مع الحكومة العراقية وبالذات فيما يخص تصدير البترول العراقى لمصر

– فيما يتعلق بالملف اللفلسطينى .. الشعب المصرى نام بالليل ، وصحى الصبح فجأة لقى صور السيسى فى كل شوارع غزة ، ولقى تصالح بين الفصائل المصرية برعاية مصرية .. وكمان المخابرات المصرية ورجال القوات الخاصة ، راحوا بنفسهم وإستلموا مقرات حماس لتسليمها للسلطة الفلسطينية .. وبدأ التمهيد والإعداد للوصول لحل نهائى للقضية الفلسطينية .. وإحنا كنا أفردنا مقال كامل عن الموضوع ده

– قيام الرباعى العربى بمقاطعة قطر .. والتحرك بجدية لضرب تمويل الإرهاب الدولى من منبته فى قطر الإخوانية .. وتحرك دول الخليج ضد دولة من داخل البيت الخليجى فى سابقة تعتبر الأولى من نوعها .. مع الوضع فى الإعتبار إن كل التحركات والإجراءات تتماشى مع الرؤية المصرية .. والذى يظهر ويوضح بصمة مصر على مجريات الأحداث.

– محاولة إشعال الملف الموقف فى لبنان والسعى لإشعال حرب تدمر المنطقة بالكامل .. ثم يأتى التدخل المصرى لتهدئة الأوضاع ووضع النقاط على الحروف وإطفاء جذوة اللهب المتصاعد .. وكمان يطلع دولة الرئيس الحريرى من السعودية على فرنسا .. ومن فرنسا على مصر .. ومن مصر على قبرص اللى كان السيسى فيها من كام ساعة.. وبعدين من قبرص على لبنان مرة أخرى علشان يعلن تراجعه عن إستقالته .. وأنباء عن إنضمام لبنانى قريب للتحالف الأوراسطى (مصر – قبرص – اليونان) .. وسواء كان الإنضمام ده حقيقى او تكهنات … طب مش بصمة مصر واضحة فى هذا الملف اللبنانى ؟؟ 

– مصر بتتحرك بقوة على المستوى الإفريقى .. وفى إحدى جولات الرئيس السيسى ، وبعد زيارته لدولة تشاد كجزء من جولة افريقية هدفها دعم المجال الحيوى المصرى وتأمين الجنوب الليبى .. وبعد 24 ساعة من مغادرة رئيس مصر لدولة تشاد .. تقوم تشاد بطرد السفير القطرى وإمهاله 48 ساعة لمغادرة البلاد .. ياترى تفتكروا لييه ؟؟

التوتر اللى حصل فى جنوب السودان ، وإشتعال الحرب الأهلية اللى كان ممكن يهدد المنطقة كلها ، ويعرضها لتدخلات أطراف أجنبية ، كانت ما هــ تصدق إن حاجة زى دى تحصل .. لكن مصر تدخلت ديبلوماسياً ومخابراتياً وقدرت توقف الحرب وتعمل إتفاق يحقن الدماء ، ويعيد الإستقرار للمنطقة ولدولة جنوب السودان

كلمة الرئيس السيسى فى منتدى شباب العالم ، واللى نادى فيها بجعل محاربة الإرهاب حق من حقوق الإنسان .. والكلام ده تم تقديمه للأمم المتحدة ، للتصويت عليه .. وتم الموافقة عليه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة … والأهم إن مصر بــ توجّه ضربات أمنية قاسية للإرهاب الدولى .. وكمان لمموليه وداعميه ، والمتأمرين على أمن مصر والمصريين .. منها ما لا يتم الإعلان عنه لدواعى أمنية وإعتبارات سياسية وجزء من لعبة سيب وانا اسيب .. ومنها ما يتم الإعلان عنه ..، زى الضربة القاسية اللى قامت المخابرات المصرية بتوجيهها لتنظيم الإخوان ولتركيا بعد القبض على شبكة التجسس لصالح تركيا ، والتابع أعضائها لتنظيم الإخوان المجرمين داخل وخارج مصر .. واللى اصبحت فضيحة للنظام التركى بكل المقاييس.

التنسيق على المستوى الرئاسى بين مصر من جهة .. و بين فرنسا وإيطاليا وروسيا وأميريكا واليونان وقبرص والسعودية والإمارات والبحرين والعراق ولبنان وسلطنة عمان .. وطبعا ناهينا عن دول تانية كتيرة خارج نطاق المجال الحيوى المصرى .. فى كل ما يتعلق بملفات المنطقة سواء عسكرية أو إقتصادية او سياسية .. والإتصالات التليفونية اللى بــ تتم على المستوى الرئاسي .. والرسائل الشفوية اللى بــ يحملها وزير الخارجية المصرى سامح شكرى للرؤساء والملوك .. ياترى ده ما يعطيش أى إنطباع إن مصر هى محور المنطقة اللى بتدور فى فلكه كل الأحداث .. و بــ تجتمع فى إيدين اجهزته الأمنية كل الخيوط ؟؟

إحنا مش هــ نقول إن مصر منفردة هى اللى بتحرك الأحداث فى العالم وفى المنطقة .. لكن لازم نبقى عارفين ومتأكدين إن مصر لها دور كبير وتأثير وثقل لا يمكن إغفاله .. وإنها قدرت تفرض أجندتها ، فى إدارة المعادلة الدولية داخل حدود المجال الحيوى المصرى الممتد من حدود العراق شرقاً إلى سواحل الأطلسى غرباً .. ومن هضبة الأناضول وحدود جنوب اوروبا شمالاً ، إلى هضبة البحيرات جنوباً .. بل ويمتد هذا التاثير إلى ماهو أبعد من ذالك مشفوعاً بالتحركات المصرية السياسية الخارجية لضمان أمن وإستقرار المنطقة ، بإعتبار أن مصر هى اللاعب الأساسى ودولة المواجهة فى منطقة الشرق الأوسط 🙂

 

المرجعيات من المقالات السابقة

=================

لمتابعة تعليقاتكم